تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
حوار هاتفي مع الشيخ أجراه عادل باناعمة
8107 مشاهدة
ضوابط تخريج الحديث

- هذا يقودنا -فضيلة الشيخ- إلى مسألة التخريج، وقد كان لكم جهد مشكور في تخريج الحديث شرح الزركشي -حفظكم الله- وهي أن طلبة العلم اليوم حين يخرجون الأحاديث في الكتب المحققة منهم من يخرجها على الطريقة التي عملتموها من عزوها وذكر أقوال الأئمة فيها، ومنهم من يبادر إلى الحكم في أول التخريج بأن هذا الحديث صحيح أو ضعيف أو حسن، ثم يذكر بعض الإحالات، فما هو الأصوب في رأيكم في التعامل مع نصوص التراث في هذه المسألة؟
لا شك أن المختار أن يرجع إلى الكتب التي تذكر الكلام على الحديث ودرجته ومنزلته؛ هل هو صحيح أو حسن أو ضعيف؟ فإذا كانت هناك كتب قد خرجت ومع ذلك فالاعتماد عليها أو لا سيما العلماء الموثوقين منهم قديما وحديثا كالترمذي والحافظ ابن حجر وكذلك الشيخ الألباني -رحمه الله- وغيرهم. نرى أن الرجوع إلى تصحيحهم أو تضعيفهم معتمد عند الحاجة، وإذا كان عند الإنسان ملكة وقدرة على البحث عن رجال الحديث؛ فالأولى له الرجوع إلى رجال الحديث، وإلى شواهد الحديث وطرقه وما أشبهها. نعم.